خروج 32 :1-20
1 ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل، اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: «قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا، لأن هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر، لا نعلم ماذا أصابه».
2 فقال لهم هارون: «انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم واتوني بها».
3 فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها إلى هارون.
4 فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالإزميل، وصنعه عجلا مسبوكا. فقالوا: «هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر».
5 فلما نظر هارون بنى مذبحا أمامه، ونادى هارون وقال: «غدا عيد للرب».
6 فبكروا في الغد وأصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة. وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للعب.
7 فقال الرب لموسى: «اذهب انزل. لأنه قد فسد شعبك الذي أصعدته من أرض مصر.
8 زاغوا سريعا عن الطريق الذي أوصيتهم به. صنعوا لهم عجلا مسبوكا، وسجدوا له وذبحوا له وقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر».
9 وقال الرب لموسى: «رأيت هذا الشعب وإذا هو شعب صلب الرقبة.
10 فالآن اتركني ليحمى غضبي عليهم وأفنيهم، فأصيرك شعبا عظيما».
11 فتضرع موسى أمام الرب إلهه، وقال: «لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة؟
12 لماذا يتكلم المصريون قائلين: أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال، ويفنيهم عن وجه الأرض؟ ارجع عن حمو غضبك، واندم على الشر بشعبك.
13 اذكر إبراهيم وإسحاق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم: أكثر نسلكم كنجوم السماء، وأعطي نسلكم كل هذه الأرض التي تكلمت عنها فيملكونها إلى الأبد».
14 فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه.
15 فانصرف موسى ونزل من الجبل ولوحا الشهادة في يده: لوحان مكتوبان على جانبيهما. من هنا ومن هنا كانا مكتوبين.
16 واللوحان هما صنعة الله، والكتابة كتابة الله منقوشة على اللوحين.
17 وسمع يشوع صوت الشعب في هتافه فقال لموسى: «صوت قتال في المحلة».
18 فقال: «ليس صوت صياح النصرة ولا صوت صياح الكسرة، بل صوت غناء أنا سامع».
19 وكان عندما اقترب إلى المحلة أنه أبصر العجل والرقص، فحمي غضب موسى، وطرح اللوحين من يديه وكسرهما في أسفل الجبل.
20 ثم أخذ العجل الذي صنعوا وأحرقه بالنار، وطحنه حتى صار ناعما، وذراه على وجه الماء، وسقى بني إسرائيل.